معلمو عمان المتوجهون للكرك يطالبون الحكومة التراجع عن إحالات الاستيداع والتنقلات لموظفي «التربية»

بعد أن اعترضت قوات الأمن العام طريق المشاركين بمسير لجنة معلمي عمان والموقر عصر أمس المتوجهين سيرا على الأقدام من عمان الى الكرك، والتي انطلقت لمطالبة الحكومة بالتراجع عن قرار إحالة معلمي وموظفي وزارة التربية على الاستيداع، عادت بعد ساعة من صدها المتضامنين وسط إصرار المعلمين لتفسح لهم المجال لمتابعة مسيرهم، وفق معلمين.
ومن جهته أكد الناطق الإعلامي باسم لجنة معلمي عمان والموقر للمطالبة بنقابة للمعلمين رائد عزام لـ"السبيل" أن المدرسين سيتابعون مسيرهم ولن يثنيهم أحد أو أي ظرف كان عن المتابعة، مشددا أن المسيرة قانونية، حيث رفع المعلمون كتابا لمحافظ العاصمة بشأنها وتم إعلامه بخطة سيرها، ولم يستلموا ردا منه بالرفض أو المنع خلال الفترة الماضية.
وأشار عزام الى أن اللجنة اختارت محافظة الكرك تحديدا للتوجه بوفود المتضامنين من المعلمين والمدراء وكافة الأطياف والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وممثلين عن مؤسسات مجتمع مدني تعبيرا عن مؤازرتهم لمعلمي الكرك الذين كان العدد الأكبر من المحالين على الاستيداع من العاملين فيها.
وأضاف عزام أن هذا الأمر يأتي تعبيرا من المشاركين عن الدعم والمؤازرة للجنة الوطنية لإعادة إحياء نقابة للمعلمين على مواقفها البطولية في الأونة الأخيرة وعدم رضوخها للضغوطات الحكومية الى أن يتم تحسين الأوضاع المعيشية للمعلم الأردني ومنحه النقابة التي يستحق.
الى ذلك أوضح متصرف لواء الجيزة كامل العطار لـ"السبيل" أن محافظ عمان طلب من المعلمين رصد مطالبهم ليرفعها الى وزير التربية دون الحاجة الى المسيرة إلا أن المشاركين كانوا مصرين على المتابعة.
وحرصت لجنة معلمي عمان والموقر على أن تتخذ من مديرة تربية الكرك أدما زريقات رمزا وشعارا للمسير، مرددين وبحنجرة واحدة "لعيونك يا أدما"، محاولين رفع الظلم الواقع عليها وعلى كافة المعلمين المحالين على التقاعد والمنقولين تعسفيا وتأديبيا على رفعهم أصواتهم والمناداة بإعادة إحياء نقابة للمعلمين بحسب ما أشار متضامنون لـ"السبيل".
وأوضح عزام سبب اختيارهم المسير على الأقدام قائلا: "أردناها مسيرة نبذل فيها الجهد بالسير السلمي لنشعر بمعاناة زملائنا الذين ذاقوا مشقة الظلم، ولأن التحدي كبير، وأردنا أن تشعر الحكومة والمسؤولون فيها بمعاناتنا الى أن تتراجع عن قراراتها المجحفة بحق المعلمين".
ويتوقع منظمو المسير أن يستمر تحركهم للوصول الى الكرك مدة ثلاثة أيام أو أكثر، وأوضح الناطق الإعلامي باسم لجنة معلمي عمان أن اللجنة خاطبت عدة جهات من منظمات المجتمع لتقديم الدعم اللوجستي لهم من طعام وتأمين أماكن للمبيت ومن الخيم إلا أنه لوقت متأخر من مساء يوم أمس لم يتقدم بذلك الدعم أحد، ما يعني أن التحرك سيتطلب دعما ماديا من المعلمين المشاركين الى جانب الدعم المعنوي، وبذل الجهود غير مبالين بما يقدمون، دون إغلاق الباب أمام كافة الداعمين من الشعب الأردني للدفع باتجاه إنجاح المسير لتحقيق أهدافه كي تتضافر الجهود.
وأعرب المعلم شرف أبو رمان عن استيائه وامتعاضه الشديد من العقوبة التي أوقعتها عليه الحكومة لمشاركته زملائه المعلمين المطالبة بإعادة إحياء نقابة خاصة بهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية، قائلا: إنه تم إبلاغه بنقله من مقر عمله في مدرسة بمنطقة عمان الخامسة الى مدرسة في جنوب عمان، ولكن ليس بمهنة معلم وإنما ككاتب لحركة نقل الباصات.
وأوضح أبو رمان أنه كان مندوب وزارة التربية في الديوان الملكي وحاصلا على شهادات في التدريب الأكاديمي والتربوي، متعجبا كيف تم تجاوز كل ذلك لإحالته الى كاتب حركة باصات، وبأي ذنب اقترفه سوى انه رفع صوته مع أصوات زملائه الذين أضناهم البؤس المعيشي والاجتماعي للمعلم الأردني.
وفي ذات السياق أبدى رئيس اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين علي الحباشنة تأييده التام لحراك معلمي الأردن للمطالبة بإيجاد نقابة خاصة بهم للعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية، قائلا: إنه من واجب الحكومة سد حاجات مواطنيها، مؤكدا أن لجنة المتقاعدين على استعداد لتكون رأس الرمح بكل مطلب من مطالب مدرسي الأردن.
وضم ضرغام هلسة من حزب الوحدة الشعبية صوته الى صوت لجنة المتقاعدين مذكرا وزير التربية الجديد خالد الكركي بالوصايا السبع التي ما فتئ يحفظها تلاميذه عنه، مطالبا إياه بالتراجع بإنصاف المعلمين المحالين من خلال التراجع عن قرار إحالتهم على الاستيداع ووقف حركة التنقلات.
من جانبه أكد الدكتور أحمد عويدي العبادي، عن الحركة الوطنية الأردنية، دعمه لموقف المعلمين المطالبين بأقل القليل من حقوقهم، لافتا الى استعظامه الفكر الذي يحملون، وإنهم كبار بمطالبهم وكثر بإرادتهم، مشيرا الى ضرورة رفض سياسة استعباد الأردني.
وطالب العبادي الحكومة الرجوع عن قرار إحالاتها للمعلمين على الاستيداع، مشيرا الى أنه على الأردنيين رفض سياسة الاستعباد.
وكان من اللافت مشاركة معلمات ومديرات مدارس في مسيرة المطالبة بالعودة عن قرار إحالة المعلمين على الاستيداع، وقالت مديرة مدرسة النهضة الاساسية في منطقة وادي السير جميلة العبادي لـ"السبيل" إن مشاركتها جاءت تضامنا مع المعلمين المحالين ظلما وجورا على التقاعد، مؤكدة عدم تخوفها من إحالتها على الاستيداع أو إيقاع أي عقوبة بها لمشاركتها في المسير مضيفة: "لست خائفة من تحويلي على الاستيداع لمشاركتي في المسير فلسنا أفضل من الشجعان الذين سبقونا الى الاستيداع".
وأكدت العبادي أنها تعيش في الميدان مع المعلمات والمعلمين، وتدرك تماما حجم المعاناة التي تواجه المعلم الأردني بكافة فئاته، وتحديدا المعلم او المعلمة المستجدة، من تدني للرواتب وأعباء وظيفية تثقل كاهلهم على الدوام، مطالبة بضرورة تقدير واحترام الجهد غير العادي الذي يبذله المعلم، مشددة على ضرورة إحياء نقابة للمعلمين الأردنيين لتحصيل حقوقهم المهضومة.
وشارك في المسير العديد من الأحزاب اليسارية وحزب جبهة العمل الإسلامي الذي يدرس حاليا تقديم الدعم اللوجستي للمشاركين.

الكرك - السبيل