تجار الكرك: الأسواق راكدة وآمالنا الضئيلة معلقة بالرواتب

يربط تجار في الكرك بين ركود حركة السوق منذ بداية شهر رمضان المبارك بالأوضاع المالية التي تعاني منها أغلبية المواطنين، وهم ممن تعتبر الوظيفة في القطاعين العام والخاص مصدر دخلهم الوحيد، وذلك بسبب حلول الشهر الفضيل بعد انقضاء عشرة أيام من استلامهم لآخر راتب، حيث أنفقوا تلك الرواتب التي يترتب على معظمها في الأصل ديون والتزامات مالية، فيما لا يكفي ما يتبقى من الراتب لمصروف الأيام الأولى من الشهر حتى في الأيام غير الرمضانية.
التجار يتوقعون أن تنتعش الحركة التجارية بعد تسلم الموظفين لرواتبهم في اليومين القادمين، ولكنه انتعاش وصفوه بالمحدود، لأن هناك مناسبتين تستلزمان توفر سيولة نقدية في جيوب المواطنين، وهما عيد الفطر، وبدء الدوام المدرسي، وهاتان مناسبتان تتطلبان نفقات كبيرة، ما يجعل انفاقهم على المستلزمات الرمضانية للمدة المتبقية من الشهر المبارك جزئيا.
التاجر عادل تحسين يرى أن الحركة التجارية في محافظة الكرك ظلت راكدة على مدى عدد من السنوات الماضية وللآن، وقال إنها حالة يصعب التشافي منها في المدى المنظور، بل إنها وفق الصرايرة في تزايد، "ونبه" أنه يمكن أن تكون هذه الأيام أفضل من الأيام القادمة.
التاجر أحمد المعايطة ربط تراجع حركة السوق أيضا بإمعان الناس في التعلق بالكماليات من خلال الحرص على اقتناء الأثاث الفاخر والسيارات، والتوسع في استخدام وسائل الاتصال الخلوي، وغير ذلك من نفقات ذات طابع استهلاكي محض بشكل غير مبرر، محملين أنفسهم جراء ذلك نفقات تفوق قدرتهم، بل ترتب عليهم التزامات مالية باهظة.
المواطن محمد المحادين نفى أن يكون سبب ركود الأسواق هو تحول مجتمعنا إلى مجتمع استهلاكي فقط، مشيرا إلى غلاء الأسعار الذي قال إنه يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية، الأمر الذي يرى المحادين إنه أسهم في تقليص مشتريات المواطنين بحكم ضعف قوة الدينار الشرائية.
المواطن ياسر الصرايرة، أضاف سببا آخر، قال إنه يتمثل في ارتفاع أسعار الخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة أو المؤسسات الخاصة كخدمات المياه والكهرباء وغيرها، إضافة إلى الضرائب التي قال إن الحكومة تتفنن في اختراعها.