الشيخ عطالله السحيمات

الشيخ عطالله السحيمات
الشيخ عطالله السحيمات 9983080

هو نموذج يجسد عمق حضور الشخصية الوطنية الأردنية في فترة هامة من تاريخ الأردن الحديث بما حققه من ريادة على مستويات متعددة مما جعل منه صاحب اثر كبير في بيئته و محيطه و مجالات عمله حتى كان بموقعه و وعيه احد رجالات الكرك و الأردن المعدودين إبان الفترة الحرجة التي شهدت تأسيس الإمارة الأردنية و ما تبعها من أحداث جسيمة.

كان له دوره إلى جانب كثيرين من أبناء الوطن و الأمة في التفاعل معها و التأثير فيها من موقعه كزعيم قبلي و مشيخة عشائرية ذات تأثير كبير خاصة فيما رافق اليقظة العربية من حراك ولدت عنه الثورة العربية الكبرى بكل تفاصيلها و أهدافها.

شكل هؤلاء الرجال الأوائل و منهم الشيخ عطالله السحيمات بما امتلكوه من وعي وطني و قومي و عاطفة جياشة جذوة الحركة ووقود المسيرة وعناصر التأسيس للمشرع القومي العربي الكبير الذي قاده الشريف الحسين بن علي و أنجاله قادة جيوشها.
و هو الذي يعد في حقيقته استمرارا لنضال البلاد العربية من خلال الأحداث التي سبقت تلك الثورة منذ أواخر العهد العثماني في المنطقة على وجه العموم خاصة ما عرف في التاريخ الحديث بثورة الكرك عام 1910م
و هي التي تعد أول ثورة حقيقية في وجه الامبراطورية العثمانية في المنطقة بحكم قوة تأثيرها و مشاركة أبناء المنطقة التي تمتاز بالتنوع العشائري و التي منها بطبيعة الحال عشائر السحيمات و التي تعود في الأصل و النسب إلى قبيلة بلي الحجازية و قد اتسمت هذه العشيرة بهذا الاسم نسبة إلى الجد الأول سحيم و التي يعد الشيخ عطالله السحيمات من أبرز رجالاتها و هو المولود في مدينة الكرك و اشتهر بمواقفه المشرفة فكان من المعارضين الأشداء لتقسيم سوريا الطبيعية و وقف مقاوما قويا ضد بيع الأراضي شرقي الأردن لليهود و قد عرف باخلاصه و تفانيه في عمله فترة الحكم العثماني حتى منحه السلطان العثماني آنذاك نيشان مجيدي عالي الشأن إضافة إلى ما كان يتحلى به من نزاهة و ورع و تواضع و قوة شخصية جعلت منه قدوة في العمل العام الذي شغل فيه مناصب عدة من أبرزها عضويته لأول محكمة بداية تشكلت في الكرك 1910م و التي ترأسها سيفي أفندي ثم شغل منصب عضو محطمة الاستئناف في الكرك زمن الحكم الفيصلي ثم تسلم رئاسة محكمة بداية الكرك في الحكومة المؤابية و جمع الى جانب عمله هذا العضوية في عدة لجان وطنية و أهمها اللجنة الوطنية لجمع التبرعات لدعم و مساندة الوفود المشاركة في المؤتمرات في دمشق و بعد تأسيس الإمارة كان الشيخ عضوا في المجلس التشريعي الأردني الأول ممثلا للواء الكرك و معان 1928م حتى العام 1931
و هو بهذا قد جمع بين فترتين هامتين في تاريخ البلاد فبعد أن كان زمن الدولة العثمانية رئيسا لمحكمة الحقانية أصبح في العهد الجديد عضوا في المجلس التشريعي في عهد الإمارة و ما بينهما الفترة الأصعب من تاريخ القضية العربية في التاريخ العربي شغل الرجل منصب مدير المخابرات في عهد حكومة الملك فيصل الأول في سوريا ثم و بعد تراجع المشروع العربي و تقسيم البلاد العربية بعد التفاقات الاستعمارية كان الشيخ من أبرز المشاركين في صياغة بنود الميثاق الوطني الأول عام 1928م بما يمتلكه من خبرة و دراية واسعتين إضافه الى دوره كزعامة عشائرية و شيخ لمشايخ عشائر الضمور ليضع كل هذا في خدمة الدولة الأردنية الناشئة .

و قد سجل التاريخ له و لرفاقه أعضاء المجلس التشريعي الأول في عهد الإمارة الدور الكبير في عدم قبول المعاهدة الأردنية البريطانية حتى استدعى الأمير عبدالله البعض منهم مثل رفيفان المجالي و حمد بن جازي و عوده القسوس و صالح العوران و علاء الدين طوقان و سعيد الصليبي و هم مع الشيخ عطالله السحيمات من المطالبين بتعديلها و بعد محاورة الأمير قبلو التصديق عليها و هم بهذا يعدون الكوكبة و الطليعة من فرسان الديمقراطية الأردنية حتى اذا ما عقدت الانتخابات عام 1928
و فاز الشيخ عطالله السحيمات ممثلا لعشائر الغساسنه عن لواء الكرك و معان مرة أخرى و من سياق سيرته الوطنية كان الشيخ إلى جانب رفيق دربه الشيخ حسين الطراونه رئيس المؤتمر الوطني الأردني الأول الذي عقد في مقهى حمدان في عمان بحضور مائة و خمسين من كبار الشخصيات الزطنية و الذي فيه صيغت المبادئ و الأسس التي قام عليها الميثاق على أساس أن تلتزم الحكومات الأردنية المتعاقبة بما اتفق عليه المؤتمرون و هي الأحد عشر بندا الشهيرة في تاريخ الحركة الوطنية الأردنية و هي الدلالة الكبيرة على مدى الوعي المبكر لدى المؤتمرين حول ما يحيق بالبلاد و الأمة من أخطار و على رأسها الخطر الصهيوني و قد انتخب الشيخ عطالله السحيمات عضوا في اللجنة التنفيذية المكلفة بمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر و هو ما يضاف إلى سيرة الرجل الحافلة بالمشاركات من هذا النوع و منها المشاركة الفعالة في المؤتمر السوري الأول برئاسة هاشم الأتاسي و هو المؤتمر الذي اتخذ فيه القرار بانشاء سوريا الطبيعية المستقلة بما فيها فلسطين و هو الحلم الذي حاصره الاستعماريون الفرنسيون و الريطانيون و رفضوا مقرراته عمليا من خلال ساي.... بيكو و سان ريمو و هو الدور القومي الكبير الذي تؤكده و تثبته الوثائق التاريخية و المراسلات المتبادلة بين الملك فيصل و زعماء العشائر الأردنية و منهم الشيخ عطالله السحيمات و زعماء عشائر الكرك إبان فترة قيادته للجيوش العربية الشمالية من قوات الثورة الكبرى .

وبهذا الحضور تعد سيرة حياته سجلا تاريخيا يؤرخ لأهم الفترات و أعقدها في التاريخ الحديث بما حفلت به من دور و مشاركات متعددة أسفرت عن شخصية الرجل و طبيعته و قدراته و هو ما جعل منه محورا قويا زمن الأحداث الجسيمة و التحولات السياسية المتعاقبة في الأردن و بلاد الشام عموما فهو الذي لا يكاد اسمه يغادر لجنة و لا مؤتمرا أو حتى وثيقة احتجاج أو عريضة مطالبة عداك عن دوره القضائي و التشريعي و هو الذي قدم للأردن و الأمة فلذات كبده الذين كانوا امتدادا لشخصيته الكبيرة و حملو الدور بأمانة بعد في مرحلة هامة من تاريخ الأردن الحديث متأثرين بشخصه و مكانته فكان أنجاله صلاح الدين و محمد دلالات وعي و لبنات بناء في صرح الأردن الشامخ فتقلد صلاح الدين مناصب عدة في الدولة
منه مديرا للمطبوعات و عمل بعدها في وزارة المالية و الاقتصاد ثم في وزارة الداخلية وكيلا لها ثم عين سكرتيرا عاما لمجلس الأمة و فاز بالتزكية نائبا عن مدينة الكرك عام 1963م و هو والد معالي اللواء الطبيب طارق السحيمات أما محمد و هو النجل الثاني للشيخ عطالله فهو أول مدير مباحث عامه في الأردن (المخابرات العامة) أما عزالدين فقد عمل في وزارة الداخلية إلى أن تقاعد منها و بهم و من خلالهم كان الشيخ عطالله تلك الشخصية الفذة التي قدمت ذاتها بقوة في خضم مرحلة هامة من تاريخ الأردن الحديث متجاوزة حدود الدور العائلي و القبلي إالى الدور الوطني و القومي بفعالية و تميز و جعل منها جزءا حيا من تاريخ الأردن و مدينة الكرك و هو بهذا واحد من جيل عميق الحضور و التاثير من أبناء المدينة.

» *المرحوم صلاح الدين عطاالله السحيمات:*
» حسونه الشيخ .. كاريزما القيادة
» الشيخ سلامه باشا المعايطه
» ماعليك سوا اختيار الشيخ المفضل لديك
» صدور الإرادة بترفيع فضيلة الشيخ نواف عبد السلام حماد البطوش