.الكركي في الوحدات : ليهدأ الذين يطرحون أسئلة فيها استفزاز كبير حول المساواة والحقوق والوحدة الوطنية ..
كاتب الموضوع
رسالة
Admin المدير
عدد المساهمات : 397 نقاط : 6512 تاريخ التسجيل : 13/04/2010 الموقع : الاردن
موضوع: .الكركي في الوحدات : ليهدأ الذين يطرحون أسئلة فيها استفزاز كبير حول المساواة والحقوق والوحدة الوطنية .. السبت يوليو 17, 2010 5:46 am
* أعدكم أنني لست مرشحاً للانتخابات لا في الكرك ولا في جنوبي عمان ، ولست خلقة عجباً في هذا ولا ذاك...
القى رئيس الديوان الملكي ونائب رئيس الوزراء الاسبق ، رئيس الجامعة الاردنية الدكتور خالد الكركي محاضرة الخميس في نادي الوحدات بعنوان "في الدولة والهوية والوحدة الوطنية" ، اكد فيها على وحدة المصير وان الدولة الأردنية حاضرة ، وهي لنا جميعاً.
وقال "كلّنا فلسطينيون ما دامت تحتاج إلى دمنا ، بل حتى لو لم تحتجه فهو شرف لنا جميعا أن نكون كذلك ..ونحن على ضفتي النهر عروبة ذات ضحى ومستقبل ، ونحن هنا أردنيون كلنا حتى يظل وطننا آمنا وقوياً ، "جعفري الروح" ، "حاتمي المروءة" ، "أيوبي الصبر" ، وفي طريقة إلى باب الواد من جديد".
وفيما يلي ابرز ما جاء في المحاضرة:
مساء طيب لهذا المكان الكريم في جنوبي عمان ، طريقنا إلى الجنوب كله ، وتقول العرب للاثنين إذا كانا متضامنين: ريحكما جنوب. وسأبدأ بثلاث إشارات:
الأولى: الشكر للزملاء الذين كرموني بدعوتي للحوار من هذا المكان ، والثانية: أنني لست جديداً على المكان والناس حتى تتطاول الأسئلة: لماذا تذهب إلى الوحدات ، وأنا رجل:
الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا
بالرقمتين وبالفسطاط أعمامي
فهل لانتقالي من وطني إلى وطني معنى غير هذا التواصل الحميم؟ وأعدكم أنني لست مرشحاً للانتخابات لا في الكرك ولا في جنوبي عمان ، ولست خلقة عجباً في هذا ولا ذاك...،،
أما الثالثة: وإن كانت خارج السياق ، فهي ضرورية ، إذا لم يدر في خاطري والدنيا تضطرب بعد حرب 1967 أن شخصاً منّا سينال الثناء لأنه أثار بموقف أكاديمي مقاطعة الكيان الصهيوني دوليا.. لم يخطر لي ببال أن هذه ستكون ، أو أنها ستدخل في كتاب الفضائل ، بعد أن كنا فتية نراها -فلسطين - وما نزال ، عربية من نهرنا إلى بحرنا ، ولو تراخى الزمان على عكا مئة عام بين رحيل صلاح الدين عن أسوارها وبين تحريرها زمن الأشرف خليل .
ها أنا إذن رجل في زمان تجرد من أي مجد ، فهل لأحدنا شرف وقيمة يدعيهما وهو ليس في باب المقاومة المفضي إلى القدس الحرة الخالدة ، ومحي الدين بن الزّكي يستعاد ، كما يستعاد أذان بلال بن رباح في فضائها الحبيب ،،.
العناوين في هذا الحوار ثلاثة: الدولة ، والهوية ، والوحدة الوطنية.
ودولتنا والحمد لله حاضرة مستقرة وقد تآلف فيها الناس ، وظلوا مهما استدار الزمان قادرين على محاصرة النفعيين والواقعيين والخائفين والمتورطين من أجل نسيج متين ، وروح من الأخوة لا تهزها قرارات الرباط ، ولا يحاصر صفائها إيديولوجيات مغلقة ، أو شمولية ظن أصحابها أنهم من خلالها يملكون الترياق لأمراض الأمة من الصومال إلى العراق.
الدولة الأردنية حاضرة ، وهي لنا جميعاً ، ساهم ببنائها الأجداد والأباء والرواد والمعلمون الكبار ممن صنعوا في مدرسة السلط الثانوية والكلية العربية معجزة في التعليم التي ما مثلها معجزة ، فاستطاع آباؤنا ، وهم في وادي غير ذي ذهب أن "ينصبوا خيمة الدنيا بلا عمد" .
هناك هويات فرضتها تحولات الزمان الاستعماري ، وغياب الوعي القادر على التصدي له: لكن حالتنا هنا مختلفة ، وعلينا أن نعمّق الروح القومية العامية ، وأن نثبت فلسطين في دفاتر أطفالنا ، كما هي راسخة في وجدان أهلنا كلهم ، من يرى نفسه قومياً ، ومن يلتمس حلا اسلاميا ، ومن حاول من خلال التماس فكرْ رآه ثورياً إنسانياً ... كل هذا ممكن ، وأنا لا أحطب في ليل ، بل اقرأ مئة عام بين الكرك والخليل ، ومثلها بين نابلس والسلط ، وإربد وطبريا ، لذلك نرجو أن يهدأ الذين يطرحون أسئلة فيها استفزاز كبير حول المساواة والحقوق والوحدة الوطنية ، وينسون أن شهداءنا يطلعون اقمارا في سماء فلسطين وينثرون عطر دمهم على الضفتين.
إنها فلسطين: قدر في الجبين ، وصلاة في ضمائر المؤمنين ، وحلم في بنادق الثائرين ، وأعظم أشكال المقاومة ضد آخر استعماري استيطاني لا يهدد فلسطين وحدها ، بل هو موغل في مد خطره علينا جميعا ، ونحن لسنا قليلي الخبرة كي يقال أننا واهمون.
وحتى لو لم تكن فلسطين في دفاترنا ، الشقيقة والقدس والشهداء ، وأبناء العمومة ، فهي أمانة انسانية لدى الأحرار في العالم كله ، فليجتمع دمنا في طريق العودة التي نظن أن بعض الحديث عنها متهافت وغارق في الوحل والطين.. أعني الذين قد يتنازلون عن ذرة من حق العودة.. بل إن الأمر تابع لما هو أهم : أعني التحرير ، ولا أظن أحدا في السياق التاريخي الاستراتيجي ، يقبل ما يرضاه السياسيون المضطرون حين يتنازلون،،
ظل الموضوع الثالث : الوحدة الوطنية ، وقد ذهبت إلى الحديث فيه أخيرا لأن تكراره يثير في النفس من الروع ما يوجب علينا أن نقول الذي يجب من الكلام فيه ، وقد ظلت القيادة الأردنية وفيةً للروح العالية في هذا الباب ، في الأربعينيات التي شهدت الحرب والنكبة ، وزمن دولة الوحدة ، وما بعد 1967 ، ثم ما بعد الرباط وفك الارتباط ، وأشهد - وقد شهدت زماناً سياسياً صعباً ، أنه لم يكن هناك مرة واحدة هاجس للقفز على حقيقة الوحدة لدينا ، أما لدى الهواة في مواقع أخرى فكتاباتهم تشهد على مغامراتهم التي ردّها الأردن عن كيانه: العلني منها والسري.
أيها الأعزاء ،
نحن يوسف وشقيقه ، فاحذروا فالأخوة يبحثون عن جُبّ جديد لكما معا... فهل أنتم على رد كيدهم قادرون؟ إنها وحدة الروح والرؤية والموقف من أجل الأردن وفلسطين.
هذه هي حدود الحوار:
ونحن في عمان أعلى النماذج القومية : ثورة وكياناً ، وفي التعدد والتنوع والوحدة ، ونحن نتحدث خارج سياق الطفيليين والبورجوازيات التابعة ، والمستفيدين من الهويات القاتلة ".
فلنكن في بهاء الحرية وإًشراق الموقف القومي.. ومرة ثانية أقول: كلّنا فلسطينيون ما دامت تحتاج إلى دمنا ، بل حتى لو لم تحتجه فهو شرف لنا جميعا أن نكون كذلك. ونحن على ضفتي النهر عروبة ذات ضحى ومستقبل ، ونحن هنا أردنيون كلنا حتى يظل وطننا آمنا وقوياً ، "جعفري الروح" ، "حاتمي المروءة" ، "أيوبي الصبر" ، وفي طريقة إلى باب الواد من جديد.