كتبت – سهير بشناق- ستة اعوام ونصف تولى خلالها الدكتور محمود كفاوين مهام مدير عام صندوق المعونة الوطنية بنجاح ، حيث استطاع الصندوق الوصول لاكثر عدد ممكن من الاسر الفقيرة في مختلف مناطق المملكة .
وصندوق المعونة يعد بمثابة (الاو....جين) الذي من خلاله تستطيع اسر كثيرة تجاوز عددها ( 82 ) الف اسرة الاستمرار بالحياة فعدم ايجاد لقمة العيش ورؤية الاطفال والحسرة في عيونهم لعدم قدرتهم على الحصول على احتياجاتهم الاساسية جمعيها امور تدمي قلوب امهاتهم وابائهم الفقراء والعاجزين عن العمل .
ادارة الصندوق ليست بالمهمة السهلة فالتعامل اليومي مع الفقراء والتعرف على اوضاعهم بما تحمله من الام ومعاناة تحتاج لاكثر من مجرد لقب مدير خاصة وان تخصيص المعونات او حجبها وايقافها تتطلب توفر حس حقيقي بوضع هذه الاسر يرافقها معلومات ميدانية وتوثيقية لحاجة هذه الاسر للمعونة .
كفاوين ومن خلال خبرته على مدار الست سنوات الماضية مع الفقر وما يحمله معه من معاناة اسر كثيرة اعتبر ان غالبية الاسر التي تتلقى معونات شهرية متكررة هي اسر مستحقة للمعونة مشيرا الى ان ( 95 ) % من المنتفعين من الصندوق هي اسر تستحق المعونة.
وقال كفاوين «ان تجربتي مع الصندوق ومع الاسر الفقيرة تجربة اكدت ان هذه الاسر لولا المعونات التي تتلقاها سيكون وضعها مترديا الى ابعد الحدود «.
وبين كفاوين ان الحديث عن عدم كفاية المعونات الشهرية للأسر هو امر واقعي لكنه يبقى افضل حال من تدني الاجور في المجتمع وهي قضية – تبعا لكفاوين – يعاني منها معظم الموظفين في حياتهم اليومية .
واشار الى ان قيمة المعونة بحدها الاعلى التي تصل الى ( 180 ) دينارا وتتلقاها اسر عديدة من الصندوق قد لا تكون كافية امام غلاء المعيشة الذي يشهده المواطن لكنها تبقى مساعدا كبيرا لاسر لا تملك دخولا اخرى ولا تستطيع ان توفر لقمة العيش لابنائها لولا هذه المعونات .
ويرى كفاوين ان الاسر التي تتلقى معونات اقل من الحد الاعلى للمعونة يكون لها على ارض الواقع دخول مساعدة اخرى كرواتب التقاعد والضمان تستطيع من خلالها ان تسير حياتها ولو بشكل غير مرض لها .
ويقول كفاوين ان الصندوق خلال الستة اعوام الماضية قام بتنفيذ ستة مسوحات ميدانية على المنتفعين من الصندوق وعلى الاسر التي لا تزال بحاجة للمعونات بهدف الوقوف على اوضاعهم والتاكد من استحقاقهم للمعونة ، مشيرا الى ان قرارات ايقاف المعونات او تخصيص معونات جديدة لاسر لم تكن سوى قرارات نابعة من حقيقة الاوضاع التي يعيشونها والمتابعة المستمرة لهم من خلال فرق عمل الصندوق الميدانية .
واكد ان نسبة الوصول الى المعلومات الصحيحة وبما يرافقها من قرارات بتخصيص المعونات كانت نسبة الخطا بها قليلة جدا وتعود الى طبيعة العمل البشري الذي لا بد ان ترافقه اخطاء يتم تداركها وتحقيق العدالة بتخصيص المعونات او ايقافها .
ولا يرى كفاوين الذي انهى مسيرة عمله مع الصندوق من بداية الشهر الجاري ان هناك حلا جذريا لقضية الفقر ولمنتفعي الصندوق سوى بتوفير بدائل اخرى لهذه الاسر تشترك فيها جهات اخرى كالضمان الاجتماعي ورواتب التقاعد خاصة وان هناك ارباب اسر غير قادرين على العمل بسبب ظروف صحية .
واضاف كفاوين «ان مسيرتي مع الصندوق وتعاملي المباشر مع قضايا الفقر اثبتت ان هناك جزءا كبيرا من الفقر يعود الى المشكلات الاجتماعية التي تؤدي بالاسرة للوصول الى الفقر وحاجتها للمعونات والمساعدة « مشيرا الى ان عدم تحمل الزوج لمسؤولياته تجاه اسرته واطفاله خاصة بعد وقوع الطلاق بين الازواج يؤدي الى فقر الزوجة التي تجد نفسها مسؤولة عن تربية وتلبية احتياجاتهم بمفردها مما يضعها امام مازق مالي لا تجد من يساعدها به سوى طرق ابواب الصندوق .
واعتبر كفاوين ان قضية زواج الاردنيات من غير الاردنيين من القضايا الاجتماعية الملفتة للانتباه والتي بسببها تبرز حاجة النساء الاردنيات للمساعدة والدعم بسبب تخلي ازواجهن عنهن وعدم قدرتهن على توفير فرص العلاج لاطفالهن اضافة الى جوانب اخرى عديدة تتحملها المراة المتزوجة من غير الاردني والتي تتعلق بعدم توفير فرص حياتية هامة لاطفالها .
ويؤكد كفاوين ان التعرف على طبيعة الاسر التي تطلب معونات من الصندوق يثير في النفس حزنا حقيقيا فهناك ابناء مقتدرون ماديا يصرون على طلب معونات لامهاتهم وابائهم ليتخلوا هم عن مسؤولياتهم اتجاههم مشيرا الى ان هذا الامر يحدث على ارض الواقع ويع.... مدى جحود الابناء اتجاه امهاتهم وابائهم وهم الاولى بمساعدتهم والوقوف على احتياجاتهم .
هموم ومعاناة اسر فقيرة كانت توضع يوميا امام مدير عام صندوق المعونة الوطنية الاسبق الدكتور كفاوين ومئات المراجعين يطرقون ابواب الصندوق يحملون بايديهم اوراقهم التي بطبيعة الحال لا يملكون غيرها ليحصلوا على معونات دائمة وطارئة تنقذهم من ما يعانوه ... وجمعيها مهام صعبة وفي غاية الحساسية تعامل معها المدير الاسبق بنجاح فلم تحجب معونة عن اسرة الا بتغير ظروفها الى الافضل ولم تخصص معونات الا من هم بحاجة حقيقية لها ... فالفقر والمرض والعجز ملفات مستمرة تنتظر مدير الصندوق الجديد ليتعامل معها بافكار واستراتيجيات جديدة لن تلغي النجاحات التي استطاع الصندوق تحقيقها خلال السنوات الماضية بل المرجو منها ان تحقق مزيدا من العمل المبني على تفهم اوضاع هذه الاسر ومساعدتها قدر الامكان ... لكن رغم ذلك فالفقر لا يزال فردا اساسيا يعيش مع اسر كثيرة تحلم بخروجه من اجوائها يوما ما علها تتمكن من تذوق معنى الفرح ولو لفترة معينة ؟؟
صحيفة الرأي