وادي الكرك بلا بنية تحتية ومحطة التنقيه اكبر ملوث للبيئة
كاتب الموضوع
رسالة
Admin المدير
عدد المساهمات : 397 نقاط : 6512 تاريخ التسجيل : 13/04/2010 الموقع : الاردن
موضوع: وادي الكرك بلا بنية تحتية ومحطة التنقيه اكبر ملوث للبيئة الإثنين يوليو 12, 2010 11:50 pm
تعتبر منطقة قرى وادي الكرك من اكبر المتنزهات الوطنية في المملكة وسلة غذاء المحافظة من الفواكه والخضار التي تنتج في بساتينها المروية من مياه سيل الكرك، الا ان الدمار الذي لحق ببنيتها التحتية نتيجة السيول التي اجتاحت الوادي الشتاء الماضي، ووجود محطة تنقية المياه العادمة التابعة لوزارة المياه اكبر ملوث للبيئة ما ادى الى تراجع الاستثمار في المنطقة وهجرة اهلها الى مناطق مجاورة.
وناشد المواطنون سكان المنطقة الجهات المعنية بانقاذ ما تبقى لديهم من مزارع وبساتين ونقل محطة التنقية للمياه العادمة وعدم توسعتها كونها اصبحت من ملوثات البيئة المحلية في المنطقة .
وقالوا ل "بترا"، ان السيول التي جرفت الطرق الرئيسة والشوارع الفرعية والطرق المؤدية الى القنوات وعيون المياه التي كانوا يستخدمونها في ري بساتينهم ادت الى تدمير كامل البنى التحتية، ولم تتم اعادة صيانتها ....ابق عهدها او وضع بديل لهذه القنوات، مثل الانابيب البلاستيكية المستخدمة حاليا في كل المزارع.
وطالبوا الجهات المعنية مساعدتهم على توصيل المياه الى مزارعهم من خلال مد انابيب بلاستيكية لا يزيد طولها على 500 متر من اجل ري مزارعهم والحيلولة دون جفافها.
وأكدوا ان مطالبتهم بنقل محطة تنقية المياه العادمة منذ عشرات السنين لم تجد آذانا صاغية حيث قررت الجهة المسؤولة توسعة المحطة بدلا من نقلها رغم الضرر البيئي الواضح الذي يقع على المواطنين من جهة وعلى الطبيعة الخلابة لقربها من متنزه وماء عين ساره الشهير وسيل الكرك الذي يروي مزارع الكرمة والزيتون على جانبي الوادي .
وقالوا ان روائح المحطة التي تنبعث منها ليل نهار دفعتهم الى ترك منازلهم واستئجار منازل في مدينة الكرك وضواحيها واستخدام منازلهم في قرى الوادي لغايات العمل في مزارعهم التي كانت وما زالت سلة الخضار والفاكهة الرئيسية لابناء محافظة الكرك .
وأشار المواطن سالم مجلي الى ان وجود المحطة قرب سيل الماء الجاري على مدار العام ومزارعهم له تاثير سلبي على منتجات مزارعهم وتسويقها وانخفاض اسعار الاراضي، الامر الذي ادى الى تناقص عدد المزارعين وبحثهم عن مصدر رزق آخر لتوفير العيش الكريم لهم ولاسرهم .
وأكد المواطن سليم عطوان ان ابناءه هجروا المنطقة لعدم جدواها الاقتصادية واستقروا في مناطق احرى بحثا عن مصدر عيشهم، لافتا الى ان اهتمام الجهات المعنية بخدمات البنى التحتية في منطقة وادي الكرك معدوم نهائيا ولا يوجد فيها ادنى متطلبات الحياة الضرورية، فما زال بعض المواطنين ينقلون المياه ومنتوجات المزارع على ظهور الدواب كما ان خدمات الكهرباء والمياه مقتصرة على ساكني الشارع الرئيسي الذي يربط الكرك بالاغوار الجنوبية .
وقال المواطن محمود الجعافره من سكان المنطقة، ان نقل المحطة اصبح حلما لكل ابناء المنطقة فهي تشكل اكبر ملوث للبيئة المحيطة بها ويجب على المسؤولين اتخاذ قرارات جريئة لانقاذ الزراعة والحد من هجرة المواطنين من المنطقة التي يجب ان تكون جاذبه للسكان والاستثمار بدلا من ان تكون طارده لهم .
وبين المختار عوده الجعافره، ان هذه المزارع تعيل المئات من العائلات وهي مهددة بالجفاف الأمر الذي سيتسبب في تعطل الكثير من المزارعين عن العمل وبحثهم عن فرص عمل اخرى لسد حاجاتهم الضرورية من متطلبات الحياة.
واشار سالم الحجران الى ان المنطقة تعتبر سلة فواكه وخضار محافظة الكرك وتصلح ان تكون متنزها سياحيا على مستوى الوطن لجمال تضاريسها الطبيعية من جبال واودية واشجار كثيفة ومتنوعة حيث تشكل لوحة طبيعية من صنع الخالق، مبينا ان المنطقة تفتقر الى ادنى الخدمات الضرورية من طرق ونظافة عامة ولا يوجد اي اهتمام فيها من قبل الدوائر الخدماتية في المحافظة .
وناشد المزارع لميع الجعافرة كافة الجهات المختصة، سواء الأشغال العامة والبلديات والزراعة العمل، إعادة الحياة الى المزارعين في منطقة سيل ووادي الكرك، مبينا أن هذا الموسم الزراعي هو الأسوأ في تاريخ هذه المنطقة بعد أن خسر المزارع مزرعته التي يمتلكها جراء انقطاع الطرق عنها.
وطالب الحكومة تقديم تعويضات وتسهيلات لهم لإعادة ترميم هذه المزارع واعادتها الى وضعها الطبيعي.
رئيس بلدية الكرك الكبرى محمد الملاحمة، قال ان البلدية تمر الان بازمة مالية صعبة ولا يمكنها تقديم أي خدمات بنى تحتية في المنطقة، مشيرا الى انها قامت بتأمين عدد من الآليات لخدمة أهالي المنطقة واعادة تأهيل بعض الطرق الداخلية التي دمرتها الأمطار.
ودعا جميع الدوائر الخدماتية في المحافظة التعاون لاعادة تأهيل الطرق الرئيسية والجسور والعبارات ومساعدة المزارعين الذين لا يستطيعون الوصول الى مزارعهم من خلال آليات الزراعة والمرشدين الزراعيين لقطف ثمار المزارع التي بدأ يتهددها الجفاف.
مدير ادارة مياه الكرك المهندس يزن ابوحنك قال، ان الوزارة طرحت عطاء لتوسعة محطة تنقية المياه العادمة في منطقة وادي الكرك بكلفة 10 ملايين دينار وان التوسعة الجديدة للمحطة ستساهم في تخفيف حدة الروائح المنبعثة منها حاليا، موضحا ان السبب الرئيس في انبعاث الروائح ناتح عن الحمل الزائد من المياه العادمة التي تصب في المحطة .