عدد المساهمات : 67 نقاط : 5453 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 العمر : 42
موضوع: الماتادور يراهن على أسبانيا الأحد يوليو 11, 2010 5:30 am
إذا كان هناك من اسم ينزعج الهولنديون من سماعه قبل خوض مباراة نهائي كأس العالم FIFA، فإنه من دون شك الأرجنتيني ماريو كيمبس. فقد كان" الماتادور" المسؤول الأكبر عن حسرة أبناء مملكة الأراضي المنخفضة في موقعة الحسم ضمن نهائيات 1978 التي استضافتها بلاده، حيث قاد ابن مدينة قرطبة كتيبة الألبيسيليستي إلى نصر تاريخي بنتيجة 3-1 على المنتخب البرتقالي في أمسية باردة يوم 25 يونيو\حزيران بملعب مونيمونتال، مسجلاً هدفين قاتلين حسم بهما أمر اللقب لصالح منتخب بلاده ومعه جائزة أفضل هداف في البطولة.
وبينما يستعد للتعليق على موقعة النهائي بين هولندا وأسبانيا لفائدة إذاعة ESPN، خص مهاجم فالنسيا السابق موقع FIFA.com بحديث حصري تحدث فيه عن توقعاته الفنية والتكتيكية ومصير جائزة الحذاء الذهبي، مراهناً في الوقت ذاته على "فوز أسبانيا بنتيجة 3-1".
سيد ماريو، لم تعد تفصلنا سوى ساعات قليلة عن النهائي الكبير بين هولندا وأسبانيا، من هو الفريق الذي يبدو أكثر استعداداً للظفر باللقب، حسب رأيك؟ سيدخل الفريقان معاً غمار المباراة وهما يتمتعان بكامل جاهزيتهما، رغم أن أسبانيا تبدو في وضعية أفضل من حيث أسلوب اللعب، إنها تملك لاعبين بمهارات فنية عالية، وهم يستحوذون على الكرة بشكل يصعب تصديقه، إنه فريق كبير بكل بساطة، ومع ذلك يجب ألا ننسى أن الأمر يتعلق بمباراة نهائية، مما يعني أن هناك عاملاً آخر يدخل في المعادلة، ألا وهو "الأدرينالينا" أو درجة الإرادة والعزيمة والإصرار، وبمعنى آخر، لا يهم من فعل الأمور أفضل من الآخر حتى هذه اللحظة، صحيح أن أسبانيا تملك امتيازاً طفيفاً، لكن أرضية الملعب هي الفيصل.
أي نوع من المباريات سنشاهد؟ أتوقع مباراة نهائية مفتوحة، لأن أسبانيا لا تلعب بدفاع متقوقع ولا بأسلوب الحراسة اللصيقة، هولندا تلعب جيداً هي الأخرى، وتنهج أسلوباً هجومياً، وأتمنى أن نرى العديد من الأهداف.
كُنتَ قد قضيت على أحلام الهولنديين في آخر مباراة نهائية خاضوها، ما هي الذكريات التي تستحضرها من تلك المباراة؟ أشياء كثيرة! فقد كانت هولندا مسيطرة على مجريات الأمور بشكل مطلق خلال ربع الساعة الأول، حيث فرضت علينا التراجع كلياً إلى منطقتنا، لم يكن بإمكاننا فعل شيء، إذ كانوا يسيطرون على الكرة بشكل جيد وكانوا يتحركون في جميع الأطراف وفي مختلف الجهات، ومع مرور الوقت بدأنا نسترجع أنفاسنا ونعيد الأمور إلى نصابها شيئاً فشيئاً.
هل بالإمكان مقارنة ذلك المنتخب الهولندي مع هذا الفريق الحالي؟ لا، لأن ليست هناك قواسم مشتركة بين الفريقين، يعتمد الجيل الحالي على الفرديات أكثر من اللعب الجماعي، يملك المنتخب الهولندي لاعبين متميزين مثل آريين روبن وديرك كويت في الهجوم، إضافة إلى ويسلي سنايدر في صناعة اللعب ومارك فان بومل ونيجل دي يونج في خط الوسط، حيث يضطلعان بشل حركة المنافسين وإجهاض عملياتهم، وليس من الغريب أن يكون الفريق قد خاض 25 مباراة متتالية دون هزيمة، لقد أنجزوا مهمتهم على الوجه الأكمل وأظهروا أن المنتخب يتمتع بشخصية قوية وتضامن كبير.
رغم أن هولندا كانت تملك منتخبات رائعة على مر التاريخ، إلا أنها لم تُتوج أبداً باللقب العالمي. هل يوجد تفسير لذلك؟ يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحظ خانهم في العديد من المناسبات، إذ كانوا متفوقين في النتيجة بعد مضي 5 دقائق من عمر نهائي سنة 1974 لكنهم أنهوا المباراة منهزمين، أعتقد أن الهدف المبكر الذي سجلوه كان مضراً بهم أكثر من الألمان. وفي الأرجنتين، سنحت لهم الفرصة لكنهم لم يستغلوها. في الواقع، حالفنا الحظ كثيراً في تلك المباراة، حيث أنقذنا القائم من هدف محقق قبل لحظات من نهاية الوقت الأصلي، لكن الفريق الحالي مختلف عن سابقيه، إذ يتمتع بعقلية مغايرة تماماً. وقد تكون الثالثة ثابتة، رغم أن الترشيحات تصب في اتجاه أسبانيا.
أنت تعرف جيداً كرة القدم الأسبانية، هل تعتقد أن أبطال أوروبا سيحافظون على أسلوبهم في مباراة مصيرية كهذه؟ نعم بطبيعة الحال، حتى عندما لعبوا بشكل سيء أمام سويسرا لم ينقصهم سوى هز الشباك، بعدما خلقوا العديد من الفرص، صحيح أن دافيد فيا هو الوحيد الذي يقدم بطولة رائعة، لكن دخول بيدرو أضاف الشيء الكثير لدينامية الفريق، حيث أصبحت المجموعة تتمتع بسرعة أكبر وبحيوية أكثر، إن بيدرو يملأ المساحات بشكل ممتاز ويخلق فرصاً خطيرة، وسيكون عنصراً مهماً، إن الأهم بالنسبة لأسبانيا هو أن فريقها لا يتخلى أبداً عن أسلوب لعبه الذي ما فتئ ينهجه منذ سنتين أو أكثر.
يتنافس فيا وسنايدر على الحذاء الذهبي، من برأيك يملك الفرصة لخطف الجائزة؟ أعتقد أنها ستكون من نصيب نجم الفريق الذي سيفوز بالنهائي، كما جرت العادة. إنهما لاعبان كبيران، رغم أنهما يلعبان في وضعيتين مختلفتين، إذ يتوغل سنايدر في منطقة الجزاء قادماً من منتصف الملعب، بينما يتحرك فيا جيداً على جميع الأطراف في خط الهجوم، أسبانيا تعتمد عليه كثيراً لهز الشباك، بينما تملك هولندا خيارات عديدة فيما يتعلق بالتسجيل، كما يجب ألا نُسقط من حساباتنا دييجو فورلان وميروسلاف كلوزه، اللذان أبليا البلاء الحسن في هذه البطولة.
هل توجد هناك جائزة أفضل بالنسبة للمهاجمين؟ اللقب العالمي هو الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره أحسن من الحذاء الذهبي، رغم أن هذا الأخير يبقى شيئاً بالغ الأهمية على المستوى الشخصي. وتكون قيمته أكبر عندما تُحققه بمحض الصدفة، كما وقع لي في نهائيات 1978 (يضحك). فقد كنت متأخراً في الترتيب لكني أنهيت البطولة متربعاً على العرش بفضل الأهداف التي سجلتها في المباريات الأخيرة.
ختاما، سيد كمبيس، هل بإمكانك أن تقوم بتخمين حول نتيجة المباراة؟ نعم، بطبيعة الحال. أراهن على فوز أسبانيا بنتيجة 3-1.