عدد المساهمات : 163 نقاط : 5814 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 العمر : 47
موضوع: شفيع صاحب الرقم القياسي .. فمن يجرؤ ؟ الأحد يوليو 18, 2010 3:18 am
تقف كرة القدم الأردنية على أعتاب منعطف مهم وحاسم في مسيرتها الموسم المقبل 2010( - )2011 ، والذي سيشهد إضافة إلى منافسة محتدمة بين الفرق المحترفة الـ (12) على الألقاب المحلية المختلفة ، دخول هذه الأندية تحدي إشهار رابطتها الموائمة لمتطلبات الاحتراف التي وضعها الاتحاد الآسيوي أمام الاتحادات الوطنية في مختلف أنحاء القارة.
رابطة المحترفين باتت تشكل التحدي الأكبر في مسيرة كرة القدم الأردنية ، فالأندية وعبر اجتماعاتها المتتالية الأخيرة خرجت بقرار إنشاء الرابطة .. لكن النوايا عادة ما ترتبط حكماً بالمقدرة على التنفيذ ، وهذا التساؤل تضعه جماهير اللعبة على طاولة الأندية في اجتماعها المقرر مساء اليوم في مقر النادي العربي ، وهو الذي يجيء ضمن سلسلة الاجتماعات التي عقدها ممثلو الأندية لمناقشة موضوع الرابطة ونظامها الأساسي وغيرها من التفاصيل الدقيقة.
ولعلم القارئ الكريم فإن رابطة الأندية المحترفة ، تعتبر شرطاً أساسياً ومهماً في المنظومة الاحترافية لأي دولة من دول القارة ، تلك التي وضعها الاتحاد الآسيوي إلى جانب شروط أخرى كتحويل الأندية إلى كيانات تجارية ، إضافة إلى عدم تدخل القطاع العام في الأندية على سبيل المثال لا الحصر ، لمنح اعترافه الرسمي بهذه المنظومة الاحترافية.
ولأن الجماهير قريبة جداً من دوائر صنع القرار في الأندية ، فإنها على دراية تامة بالرغبة العارمة التي تزدحم بها هذه الأندية لإنشاء الرابطة ، إذ جاء حراك الأندية على هذا الصعيد نشطاً وعلى غير ما درجت عليه العادة في السابق ، وهي الرابطة التي يجب أن تتمتع بالاستقلالية التامة كهيئة مشرفة ومستقلة مسيرة لعجلة النشاطات الكروية ، تحكمها أسس وقوانين ضابطة تدر على الأندية مدخولات لا بأس بها ، تعود بالنفع المادي عليها .. تنعشها.
بعيداً عن قضية الرابطة وقريبا جداً منها ، لمست الجماهير مؤخراً حالة التدهور المالي التي تعاني منها معظم أندية المحترفين ، والتي لم تستطع إغلاق الملفات المالية العالقة من الموسم الماضي لغاية الآن ، وهو الأمر الذي ألقى بظلال قاتمة على تحضيراتها للموسم المقبل ، إذ تفجرت إشكاليات هذه الأندية مع اللاعبين عبر أخبار شبه يومية ازدحمت إما بشكاوي اللاعبين على الأندية أو عزوف بعضهم عن خوض التدريبات أو رفضهم تجديد عقودهم .. بعض هذه الأندية استطاعت الحفاظ على منظومتها الكروية متماسكة ، عبر الاستدانة كحل مؤقت ، وهو الأمر الذي أرجأ تفجر المشاكل داخل أروقتها حتى نهاية الموسم القادم أو الذي يليه.
قبل أن يطرأ الاحتراف على كرتنا ، ضربت صفقات اللاعبين فيما بين الأندية الأردنية المختلفة أرقاماً قياسية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر جاء انتقال الحارس الدولي المخضرم عامر شفيع من اليرموك إلى الوحدات مقابل مبلغ (135) ألف دينار ، قبل أن يوقّع عقداً جديداً بعد ذلك على إثر تطبيق نظام الاحتراف ، فلو تقدمت عجلة الزمن قليلاً بهذه الصفقة إلى الوقت الراهن الذي نعيش فيه صدفة الاحتراف ، فمن المؤكد أنه لن يجرؤ أي من الناديين وحتى اللاعب نفسه على طرح مثل هذا المبلغ ، فمعظم الصفقات التي شهدتها الساحة الكروية في الأسابيع الأخيرة لم تتجاوز جلها حاجز العشرين ألف دينار على أقل تقدير.
أنديتنا ستدخل غمار الموسم الكروي المقبل بلا ميزانيات ولا صفقات ولا معسكرات .. تسير بقوى خائرة .. منهكة ، تبحث عن حل سحري .. قد يكون في رابطة الأندية المحترفة ، لكن التساؤل الأهم ، هل هذه الأندية تملك القدرة على الخوض في هذا التحدي الأكبر في تاريخها ؟ ..
الإجابة قطعاً ستكون في المستقبل القريب والقريب جداً.